لم يقتصر هوس الفتيات على الملابس التي ترتديها بطلات مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" المدبلجين من التركية للعربية واللذين يعرضان على شاشتي MBC1 و MBC، بل تعدى ذلك إلى تقليد طريقة رسم الحواجب ولون الشعر، كما حصل في إحدى المراكز النسائية الشهيرة بـ"عمان" عندما طلبت فتيات تقليد حواجب لميس بطلة (سنوات الضياع)، وصبغة مشابهة للون شعر شريفة والدة مهند في مسلسل (نور).
في صالونات التجميل
وتذكر أخصائية التجميل في صالون (five m )، منى جراد، في حديث مع "العربية.نت"، أن هناك طلبا متزايدا على حواجب لميس بطلة سنوات الضياع، مبينة أن اغلب الطلبات جاءت من فتيات تتراوح أعمارهن مابين 20 والـ24 عاما، وتتميز حواجب لميس برفع الحاجب إلى الأعلى وهو ما تعارف على تسميته بالحاجب الصيني في عالم الجمال والموضة.
وقالت جراد إن طلبات عدة جاءتهم أيضا لصبغة ذات لون أحمر نحاسي كلون شعر شريفة في مسلسل نور.
و ترى جراد، وهي المتابعة لمسلسل نور، انه ذو مضمون رائع، ويوضح الفوارق الطبقية في المجتمع التركي، و"كيف استطاعت فتاة عادية وقروية أن تحقق نجاحا كما استطاعت الوصول لأهدافها رغم المعوقات واضطهاد العائلة لها في البداية".
أما سائق الأجرة، عبد الرزاق البحري، 47 عاما، فيرى أن مسلسل نور يدعو إلى الرذيلة، "إنما لا أمنع أبنائي من مشاهدته، حتى يروا السلبيات والايجابيات"- كما يقول، ولا ينكر البحري متابعته الدائمة للمسلسل "إذا لم أشاهده بحكم عملي اسأل أبنائي عن ما حدث ونفتح مجالا للنقاش".
ويخشى البحري من انتقال القيم المعروضة في المسلسل إلى الشباب والشابات في الأردن مثل تنانير نور القصيرة، ويقول "لا يجب أن نكون فارغين كالإسفنج فحتى لو قمت بارتياد ناد للعراة في الولايات المتحدة لن أتأثر لاقتناعي بديني".
تصحر عاطفي
من جهتها ترى الشاعرة السعودية، ذات الجذور التركية عبير زكي، أن إقبال الجمهور العربي على مسلسلي نور وسنوات الضياع يعود إلى "التصحر العاطفي" في العالم العربي وجنوحه نحو التفكك الأسري، "والذي يتمثل على سبيل المثال في شخصية الجد (فكري بيك) وعلاقاته مع أسرته وأحفاده، كما أن علاقة مهند بنور أثارت منحى جدليا لدى المشاهدين العرب مقارنة بالعلاقات الزوجية التقليدية في عالمنا"، كما تقول.
وتؤكد أن عامل الدين ساهم في قبول المجتمع التركي بكل مظاهره، عكس المسلسلات المكسيكية والأرجنتينية التي تمثل حاجزا دينيا بين الطرفين، مضيفة "لذا نتج عنها علاقة تفاعلية مع الثقافة التركية ما قد يساعد ربما في تغيير بعض الأنماط الثقافية في العالم العربي خاصة فيما يتعلق بشكل ومفهوم الزواج التقليدي".
وقالت زكي إن ما يطرح في المسلسلات العربية مثل تكرار ذات القضايا ذات الأفق الضيق شكّل نوعا من الملل لدى المتابع العربي، وتضوح "من ذلك ما تطرحه المسلسلات الخليجية بشكل متكرر حول الإغراق في المأساوية وقضايا العنف ضد النساء، إضافة إلى ضآلة مضمون المسلسلات المصرية وابتعادها عن هموم الشارع الواقعية واعتمادها على كثرة الصراخ".