تقود الشابة الروسية الأنيقة »ألونا« منظمة شبابية في »سانت بطرسبرغ« (أو كما يُفضل اليساريون تسميتها لينيينغراد) وهي من أجمل المناطق بالعالم، وتقع في الشمال كنافذة تطل على أوروبا، وكانت عاصمة الامبراطورية الروسية في عهد القياصرة. رحبّت »ألونا« بي بحفاوة المضيف لضيفها القادم من دولة بعيدة، وقطع أميالا ومسافات طويلة، لحضور مهرجان الشباب العالمي، الذي دعت له منظمتها في صيف العام الفائت. وما أبهرني أن »ألونا« تعرف الكثير من المعلومات والتفاصيل عن البحرين، بدءا من أسماء مناطق البحرين وصولا لأشهر الصناعات الشعبية. وتبدّد استغرابي عندما أبلغتني أنها توّلت التعريف بالبحرين في نموذج محاكاة جلسات منظمة الأمم المتحدة بجامعتها، ولهذا فلديها مخزون من المعلومات حول بلد تحدّثت عنه كثيرا أمام زملائها، وها هي اليوم ترى نموذجا من مواطني هذه الجزيرة الصغيرة أمامها. ويا له من حظ جميل! وفي ختام أيام المهرجان يجري عادة التطلع لتبادل الدعوات للزيارة. وتشوّقت »ألونا« لزيارة البحرين والاطلاع على التجربة الشبابية بها، وكان الشرط أن لا تزورنا في الصيف لئلا تحترق بشرتها الشفافة من »لاهوب« الحر البحريني! وأتذكر أنها علقت: »آمل أن نلتقي بالبحرين في اللقاء المقبل«. لحظتها كنتُ أقول في داخلي: »آه.. لو تعلمين ما المعنى عند »البعض« أن تزور روسية البحرين!« تذكرّتُ ما جرى وسط هجوم بعض النواب على قرار ادارة الهجرة والجوازات السماح للروس بدخول البحرين عبر الاكتفاء بتأشيرة دخول بالمطار، إذ اعتبره بعض النواب أنه »تقنين للدعارة«!. بعد زيارتي لروسيا تبيّنت لي أمور عديدة كنتُ أجهلها، وهي أن كثيرا من الأمور والمعلومات، التي نحملها عن روسيا خاطئة ومغلوطة، ولا أدل على ذلك شهادة أحد الدبلوماسيين، الذين التقيتهم بسفارتنا في موسكو، بأن غالبية من المتهمات بالممارسات غير الأخلاقية في البحرين ليسوا من روسيا وإنما من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ويدعين أنهن روسيات. أما المعلومة التي تجاهلها »البعض« أو لم ينتبهوا لها فهي أن »القرار استثنى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق« أيّ من يدعين أنهن روسيات. وغض النواب النظر عن تصريح السفير الروسي بالمنامة، الذي ذكرّهم بأن ٠٢٪ من سكان روسيا مسلمين. والسؤال: ماذا أقول لـ »ألونا« لو علمت بما يقوله ممثلو شعبنا بالبرلمان عن مواطناتها؟! حكمة السبت »يهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يُلقيه له في العش«. »لنكلولن هولاند«