»على الوتر«
لميس ضيف
حقيقة.. عملية ترسيم الحدود بين البحرين وقطر أفقدت المملكة 12 منطقة صيد غنية بالأسماك وثمار البحر..
حقيقة.. خلال السنوات الماضية تم احتجاز عشرات البوانيش البحرينية؛ وحوكم أصحابها قضائيا بتهمة التسلل لمياه قطر الإقليمية وأجبروا على دفع غرامات تراوحت بين الـ5- 8 آلاف دينار بحريني.
حقيقة.. صيادونا لا يجدون سمكاً في شواطئنا.. ساعات من العمل الشاق في هذا المناخ الرديء قد لا تثمر عن ثلاجة سمك تتسع لـ40 كيلو ولا تتجاوز قيمتها الـ100 دينار..
حقيقة .. عدد البحارة البحرينيين الذين لا دخل لهم سوى الصيد 1714 (36% من المجموع) والأجانب المساعدون لهم ,2993 أما الصيادون الذين يتخذون من الصيد مصدراً ثانيا للرزق فهم 1804 أشخاص.. وتقدر جمعية الصيادين عدد الأفراد الذين يعيشون من وراء الصيد بزهاء العشرة آلاف فرد.
ضعوا تلك الحقائق جانباً الآن ولنفند معاً المعضلة الماثلة أمامنا..
بعض بوانيش البحرين تتسلل خلسةُ للصيد في المياه القطرية الغنية بالأسماك.. وبعضهم يدخلها سهواً أو عن طريق الخطأ؛ لاسيما تلك التي يعمل الآسيويون عليها. وخفر السواحل القطرية متيقظة على الدوام للبحرينيين المتسللين ولا تستهين بأمرهم أبداً.. إذ غالباً ما يتم القبض عليهم وحجزهم وإحالتهم للادعاء العام.
وليس منا من ينازع هنا الشقيقة قطر على حقها في التشدد حيال أي اختراق لمياهها الإقليمية.. فهذا التشدد ضرورة أمنية لضبط المهربين والمجرمين.. ولكن التشدد حيال الصيادين الفقراء الذين يطلبون رزق الله في بحره؛ ربما يجب إعادة النظر فيه..
ففي نهاية المطاف ليست هناك حواجز كتلك بين دول الخليج.. فصيادو السعودية والكويت يصيدون في مياه البحرين المتاخمة لهم بل والمتاخمة لنا عندما كانت بحارنا حبلى بالخير قبل أن يجهضه الدفان ويستأصل رحم الخير الذي كان يدرّ علينا وعلى غيرنا الرزق.. وصيادو البحرين مرحب بهم في مياه دول الجوار..
فصيادو البحرين يصطادون على تخوم السعودية وبعضهم يصل لمياه الكويــت دون عوائق.. ولكن تبقى المياه القطرية هي الأقرب والأغنى.. خصوصا وأن السواحل السعودية الغربية المتاخمة للبحرين شح خيرها هي الأخرى جراء عملية بناء الجسر وما صاحبها من دفان.
إننا نعتقد يقيناً ان القرارات التي اتخذت بهذا الشأن ربما اتخذت إبان فترات التوتر بين البلدين الشقيقين ولا ضير أن تخفف بعدما عادت العلاقات البحرينية القطرية أمتن وأقوى مما كانت عليه يوماً.. وكم نتمنى من السفارة القطرية هنا أن تتبنى هذا الملف وتلتمس التخفيف عن صيادينا في الغرامات لا سيما أنه - وعلى حد ما نعلم- لازالت قطر تحتجز 5 بوانيش بحرينية مطالبةً أصحابها بغرامات لا يملكونها. وربما يكون من المناسب هنا أن تدرس قطر منح رخص لبعض بوانيشنا لتصطاد ضمن نظام معين.. ولطف كهذا ليس بكثير على قطر.. وأهل قطر.
على صعيد متصل/ منفصل
كما هو متوقع تم بقدر الإمكان تسطيح حادثة نفوق الأسماك والإعلان عن ''إغلاق ملفها'' خاصةً لما تبين أن بعض أسباب النفوق ''طبيعية''.. وأن كمية الأسماك النافقة تقدر بنحو 60 كيلوجراما وبالتالي فهي لا تسترعي هذه الضجة..
وكم نحن سعيدون أن مسؤولينا لازالوا يتحلون بروح الدعابة رغم مهامهم الجلل!!