ثمة قضايا لايمكن الصمت عليها بعيدا عن أي نقد او مجاملات. باختصار شديد يعاني قطاع المواصلات في وزارة التربية والتعليم إرباكات شديدة وصل بعضها إلى حالة الخطر الشديد والعجز الكبير عن تلبية المتطلبات الأساسية والضرورية لعام دراسي بلا منغصات.
بالأمس اتصل بي مجموعة من أولياء أمور طلبة مدرسة أحمد العمران الثانوية للبنين من القاطنين قرية الدراز، واشتكوا من عدم وجود مواصلات لأغلب أبنائهم الذين يضطرون يوميا إلى عبور شارع البديع وانتظار النقل العام أو متطوع لنقلهم إلى منطقة الحورة في المنامة. المشكلة ليست هنا فحسب، بل في نهاية الدوام المدرسي، حيث خصصت وزارة التربية حافلة واحدة لقرابة تسعين طالبا لتقلهم إلى الدراز. ماذا يحدث في هذه الحالة؟
يجلس ثلاثة من الطلبة على الكرسي مخصص لاثنين والباقون يقفون في الحافلة غير المكيفة متكدسين ومتلاصقين ببعضهم البعض، حتى ان بابي الحافلة الأمامي والخلفي لايمكن إغلاقهما مع هذا التكدس والحر الشديد فيبقيان مفتوحين طوال الطريق، الأمر الذي يتحول الى درجة من الخطورة في حال سقوط طالب من حافلة المدرسة الى الشارع واحتمال وفاته في الحال.
من يتحمل المسؤولية إذا حدث هذا المكروه لاسمح الله؟
هل ستفتح وزارة التربية والتعليم تحقيقا بعد ان تصعد روح الطالب الى العلي القدير؟ أم سنعتبره قضاء وقدراً ؟!
ماذنب هؤلاء الطلبة ليعاملوا بهذه الطريقة التي لاتمت للإنسانية بأي صلة؟ هل لأن أولياء أمورهم لايستطيعون إيصال أبنائهم في سيارات خاصة؟ هل لأنهم فقراء وأبناء قرية لايسأل عنهم أحد؟
إذا كان الجواب لا.. فلماذا يجري التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة؟!
بالمناسبة، ليس طلبة الدراز وحدهم، بل إن مجموعة من أبناء قرى شارع البديع يعانون نفس المشكلة مع المواصلات، وقد تم إخبار بعضهم أن الحافلة لن تأتي طوال شهر رمضان.
لانريد المزيد من التبريرات ولا الردود المبتورة، فقد بلغ الغضب عند أولياء الأمور في المحافظات الخمس حدا لم يعد يستوعبون فيه هذا الإرباك، حيث إن الإشكالات هذه ليست من مسؤولياتهم، والإرباك الشديد في أكثر من مفصل من مفاصل العملية التعليمية يعني أن اجتماعات الصيف الماراثونية أشبه بالجعجعة بلا طحين. نتمنى على وزارة التربية مرة أخرى أن تتريث في ردودها وتعقيباتها على ما ينشر حتى تتأكد من مدى صحة المعلومة التي تود الرد عليها، بدلا من البحث عن مصدرها، خصوصا في موضوعة الكهرباء، حتى لاتتحول المسألة إلى مناكفة، فجل ما نطمح إليه هو نجاح الوزارة الموقرة في قيادة العام الدراسي الجديد بأقل قدر ممكن من النواقص والإرباك.
منقوووول