وجدوا جسده الصغير ملقى خلف باب حافلة روضته، وكأنما أراد أن يوصل رسالة لوالديه بأنه حاول أن يعود لحضنهما دون جدوى ورسالة أخرى لمعلمته بأنه أراد أن يلحق بزملائه لعيش أول يوم دراسي له على مقعد ملون ليتعلم الأعداد والألوان وأسماء الحيوانات، حاملاً على ظهره حقيبته الصغيرة. أربع ساعات تلك التي قضاها «فقيد حافلة الروضة سيدجعفر سيدعيسى مهدي العبار (4 سنوات)» خلف ذلك الباب، لتصهر حرارة الشمس كل أعضائه ويمدد كملاك صغير في غرفة العناية القصوى فينزف من كل مكان ويغيّبه الموت بعد يومين لا يعلم سوى الله ما كان يدور في مخيلته خلالها، هل العودة لحضن أمه أو اللحاق بركب زملائه أم التخلص من كل هذا الألم والصعود إلى الله؟ عائلته روت يوم أمس (الأربعاء) خلال ربع ساعة، مشوار أربع سنوات وهو عمر ابنها، رافضة القصاص من أي طرف ليقينها بأن طفلها أمانة وعادت لصاحبها.
منقووول